العمورى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يهتم بالثفافة والادب وعلم المصريات
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 عصور ما قبل التاريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود عطى
Admin
محمود عطى


المساهمات : 85
تاريخ التسجيل : 23/03/2012

عصور ما قبل التاريخ  Empty
مُساهمةموضوع: عصور ما قبل التاريخ    عصور ما قبل التاريخ  Icon_minitime1الأحد أبريل 29, 2012 1:29 am


عصور ما قبل التاريخ تمثل كل الفترات الزمنية التى عاشها الإنسان قبل أن يتوصل إلى معرفةالكتابة؛ وهى فى مصر تمثل الفترة الزمنية الطويلة التى عاشها الإنسان قبل توحيد قطرى مصر، وبدء التاريخ المكتوب لمصر بالأسرة الأولى (حوالى القرن 31 ق.م).
وتشمل هذه العصور أيضاً ما يُعرف بالعصور الحجرية، إشارة إلى أن الحجر كان أكثر المواد استخداماً فى صناعة أدوات هذه العصور.

وقد اصطلح على تقسيم هذه العصور إلى:
- العصر الحجرى القديم.
- العصر الحجرى الوسيط.
- العصر الحجرى الحديث.
- العصر الحجرى النحاسى.
- عصر ما قبل الأسرات.
- الأسرة "صفـرين".
- الأسرة "صفـر".



وقد شهدت أرض مصر الكثير من مستوطنات الإنسان فى هذه العصور، إلا أن أغلبها ما زال مطموراً فى باطن الأرض ينتظر الكشف عنه، وإن جادت السنوات الأخيرة بالكشف عن عدد من المواقع الهامة من هذه العصور، لا سيما فى الدلتا وشرقها، إلا أن أعمال الحفائر فى هذه المواقع ما زالت مستمرة، وتسفر كل يوم عن الجديد.
ولا شك فى أن الكشوف الحديثة ستعيد رسم خريطة استيطان الإنسان المصرى القديم على هذه الأرض منذ أقدم العصور، وهو ما سيغير حتماً من نتائج الدراسات القديمة التى حصرت المواقع المصرية من هذه العصور فى مناطق محددة، وقطعت أو كادت أن تقطع بصعوبة أو استحالة التوصل لمواقع جديدة تغير من هذه المفاهيم.
غير أن علم الآثار علمٌ متجدد على الدوام، ولا يعترف بمثل هذه الأحكام التى تقطع بنضوب باطن الأرض من شواهد الاستيطان البشرى فى أى عصر من العصور، مهما أوغلت هذه العصور فى القدم، أو اعتلاها ركام عشرات القرون، لاسيما فى المواقع التى شهدت عصوراً من الاستيطان المكثف للإنسان، كما فى حالة دلتا مصر.
وليس أدلَّ على ذلك من عدد المواقع الجديدة التى أضيفت مؤخراً إلى مواقع عصر ما قبل الأسرات، بل أن الأهم من ذلك هو اكتشاف عدد من المواقع الهامة فى الصحراوات المصرية من مختلف العصور الحجرية، والتى بدأت ترسم لنا خطوات الإنسان الأول على أرض مصر منذ أقدم العصور، وبما يتعدى الألف الرابع قبل الميلاد ببضع أو بعشرات القرون.
وعلى أية حال لن يسمح المجال هنا بتناول نتائج أحدث الدراسات فيما يتعلق بالمواقع التى استجدت على خريطة هذه العصور، وربما يتاح ذلك فى طبعة لاحقة من الكتاب؛ لذلك سنكتفى بالإشارة إلى بعض المواقع المعروفة مما ينتمى إلىحضارات العصر الحجرى الحديث، وهي:

مرمدة بنى سلامة فى منطقة "الخطاطبة"(وتتبع مركز إمبابة، محافظة الجيزة).

حلـوان ( العُِمَرى(A, B, C, D, E, Fa, G، وتقع بالقرب من "وادى حوف" حالياً.
الفيـــوم (أ) و (ب).
ديرتاسا(شمال البدارى، بمحافظة أسيوط)، والتى كشف عنها "برنتون" عام 1927م.
ونختار من بينها حضارتى "مرمدة بنى سلامة" و "العمرى- حلوان"، باعتبارهما نموذجين واضحين من حضارات الدلتا فى هذه الفترة.
مرمـدة بنى سـلامة

قرية صغيرة تقع فى جنوب غرب الدلتا بالقرب من قرية "الخطاطبة"، على بعد حوالى 50 كم شمال غرب القاهرة، وتتبع إدارياً مركز "إمبابة"، محافظة الجيزة.
وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية التى تمت فى هذه القرية أن سكانها قد مارسوا الزراعة، وتوصلوا إلى طريقة تخزين الحبوب فى مطامير (صوامع) من الخوص والقش؛ وأنهم قد مارسوا أيضاً صناعة الفخار،وحاولوا أن يضفوا عليه طابعاً جمالياً عن طريق زخرفة سطوحه بعناصر زخرفية بسيطة.
ويستدل من آثار "مرمدة بنى سلامة" على أن أهلها كانوا يرعون الماشية، ويطحنون الغلال على الرحى، وأنهم صنعوا رؤوس سهام مثلثة الشكل.كما عرفوا صناعة النسيج، فنسجوا ملابسهم من الكتان، وتزيَّنوا ببعض الحلى على هيئة خواتم وأساور من العاج، وعقود من الخرز.
وعرف سكان "مرمدة" نوعين من المساكن، كلاهما بيضاوى الشكل، ولكنهما يختلفان فى مادة وأسلوب البناء؛ فالنوع الأول كان يُبنى من كتل من الطين،ويقع أساسه تحت مستوى سطح الأرض، أما الثانى فكان يُبنى من البوص، وعلى مستوى سطح الأرض.
والظاهر أن سكان "مرمدة" فكروا فى أسلوب لتخطيط قريتهم، وذلك بأن شيدوا مساكنهم فى صفوف تكاد تكون مستقيمة، يفصل بينها شارع ضيق.
وكان أهل "مرمدة" يدفنون موتاهم بين مساكنهم، وليس فى جبانة خاصة كما هو الحال فى بقية المراكز الحضارية الأخرى فى مصر.




حضارة حلـوان
امتدت منطقة "حلوان" النيوليتيةبين "حلوان" الحالية ونهاية "وادى حوف" أو مصبه، وهو وادى قديم كان يجرى بالسيول إلى النيل، ثم جف من زمن طويل.
وقد اتسعت هذه المنطقة لمجموعتين من السكان، كان لكل مجموعة منها عاداتها فى بناء المساكن والمقابر، كما سنذكر مجموعة منهم نزلت إلى الشرق فى منطقة (العمرى EL-Omari) الحالية، وأخرى سكنت إلى الغرب قليلاً منها.
وقد كشف عن أطلال القرية الأولى كل من (Bovier–Lapiere) ومساعده "أمين العُمَرى"، ثم كشف عن أطلال القرية الثانية (F.Debono) فى مواسم متقطعة بين عامى 1943-1952.
ومن أهم من قام بالعمل فى منطقة حلوان ( عزبة الوالدة) "زكى سعد"، وقد جاء على لسانه فى التقرير الابتدائى للحفائر الملكية فى حلوان (لموسم 1942م) ما يأتى:

وهكذا فإن منطقة "حلوان" بصورتها العامـة - التى سوف نركز تناولها- تتكون من عدة مواقع أثرية، يختلف كل منها تبعاً لظروفه الجغرافية والجيولوجية. وهذه المواقع نبينها فى الجدول الآتى:

اسم المنطقة تقسيمها الداخلى موقعها مساحتها وتأريخها وصفها
العُمَرى تنقسم إلى عدة مواقع وهى:
Area A -
Area B -
Area C -
Area D -
Area E -
Area FA -
Area G -
أما عن الأودية فى "العمرى"، فهى
-Wadi karafich
ويقع هذا الوادى بارتفاع 30م فوق مستوى سطح البحر
- Wadi El agel المنطقة المفتوحة أسفل سفح تل من الحجر الجيرى، والذى يشكِّل الحد الغربى لسلسلة المرتفعات والصحراء الغربية، ويحد من الشرق الخليج البليوسينى، ويجرى فى هذا السفح عدة أوديه جافه . وتوجد منطقة "العمرى" عند مصب "وادى حوف"، على بعد ثلاثة كيلو مترات إلى الشمال من حلوان، وعلى بعد أربعة كيلو مترات من مجرى النيل الحالى، وعند نهاية سكة حديد المحاجر 750م طول
500م عرض
تؤرخ بأنها آخر مراحل العصر الحجرى الحديث فى الشمال حدود منطقة "العمرى":
الحد الشمالى: "وادى حوف"، وعثر فيه (Bovier-Lapierre) على بقايا نيوليتية؛ كما عثر فيه على موقع من العصر الحجرى القديم Epipleolithic) ).
الحد الجنوبى: منطقة صخرية كما وصفها (Lapierre): (The cut)، عمقها حوالى متر، وقد رقمها برقم (BIIS).
الحد الغربى: حوالى 500م من المنحدرات، وهذه المنطقة معرضة للرياح بشكل خطير.

وادى حوف

ينقسم هذا الوادى إلى عدة أماكن، وهى:

-وادى جرواى.
-رأس حوف.
- جبل حوف.
- منطقة القرن.
- منطقة المرصد
يقع هذا الوادى بتقسيماته إلى الشمال الشرقى من مدينة "حلوان"، ويلى أودية: "الوسطى" و"الصف" قرب "أطفيح"
تنتشر هذه الأودية بمساحات مختلفة، وترجعإلى عصور جيولوجية مختلفة. ويقدر البعض مسافاتها الطويلة لما يزيد عن المائة كيلو متر
عباره عن مجرى عميق، وبه حوض ممزَّق الكتل بشبكة روافد متشعبة. ومن أهم هذه الروافد: "الحمادل"، و"خاى" من الجنوب؛ و"أم الجيفان" و"أبو الرخام" من الشمال؛ وشرقها منطقة "أبو سللى"
عزبة الوالدة عبارة عن منطقة صحراويه تتكون من حوالى 10258 مقبرة
تقع "عزبة الوالدة" جنوب غرب "المعصرة" بحوالى 50 ميلاً جنوب "القاهرة"، وتبع بنحو ميلين غرب الضفة اليمنى للنيل.
والمنطقة كلها تقع شمال غرب "حلوان" الحالية. يؤرخ الموقع ببداية الأسرات (الأسرة صفر، والأسرتين الأولى والثانية) وصف الموقع:
من ناحية الغرب: تمتد حتى طريق (حلوان – القاهرة).
ومن ناحية الشرق: صحراء المنطقة الفاصلة عند جبال "المقطم" على حافة وادى النيل.





ولعل أهم مقوِّمين لقيام حضارة "حلوان" هما:
أولاً: توافر المادة الخام من خلال جبل "طره" من ناحية، وجبل "حوف" من ناحية أخرى؛ فهما يمثلان مخزنين جيدين لحجر الصوَّان، والذى استطاع الإنسان أن يحصل عليه بأقل مجهود، فتمكن الإنسان من أن يصنع من هذا الحجر أدواته المختلفة التى تعينه فى إقامة حضارته. ولعل ذلك هو السبب فى وجود أول مقابر أفراد من الحجر فى الأسرتين الأولى والثانية.
ثانياً: مصدر المياه المتمثل فى "وادى حوف"، والذى كانت المياه تجرى به فينمو النبات، ويأتى الحيوان طلباً للماء، ثم يأتى دور الإنسان لكى يستفيد من هذا وذاك فى مثل هذه البيئة التى توفر الاستقرار.
وهكذا استقر الإنسان بمنطقة "العمرى" وأقام حضارته. وهذا الاستقرار البشرى له بعد زمنى يرجع إلى 5000 ق.م فى العصر الحجرى الحديث.
وقد عرف عصر الاستيطان البشرى أساساً ببداية معرفة الإنسان للزراعة التى رسَّخت للإنسان حياة الاستقرار للحفاظ على محصوله حتى يتم جَنيه. أى أن عصر الاستقرار والاستيطان قد اقترن بالزراعة واستئناس الحيوان، إذ تحول الإنسان من مستهلك فقط فيما قبل هذه المرحلة، ليصبح فيما بعد منتجاً لطعامه.
ويرى "عبد العزيز صالح" أن المصريين لم يهتدوا إلى الزراعة فى مرحلتهم (النيوليتية) اعتباطاً دون مقدمات، وإنما هناك عوامل سبقت اهتداءهم لهذه المرحلة الحضارية، ومهدَّت إليها؛ ومنها معرفة أجدادهم السابقين بفوائد الحبوب البرية وطريقة حصادها.
كما أن المصريين قد عرفوا الزراعة فى البداية فى جماعات صغيرة محدودة، اتسعت مع الزمن لتصبح إمارات واسعة، ثم لم تلبث بدورها أن انضمت إلى بعضها البعض مكوِّنةً الحكومات المتحدة قبيل الأسرات.
وقد ذكر كل من "بيركت"، و"سليمان حُزَيِّن" و"إبراهيم رزقانه" أن سطح الأرض كان قد انخفض من جديد فى أواسط العصر الحجرى الحديث، وساد الجفاف التدريجى.
ونتيجة لذلك التغير المناخى سادت المنطقةَ ظروفٌ جديدة فرضتها البيئة على الإنسان. فعندما حلَّ الجفاف التدريجى على إنسان تلك الحضارة، وجب عليه أن يفكر فى عمل يوفر منه طعامه، فلجأ بالتالى لاستئناس الحيوان وتربيته. كذلك فقد هداه تفكيره إلى الزراعة للحصول على الغذاء كما ذكرنا.
ونتج عن هاتين الحرفتين أن أصبح الإنسان يفكر فى أوانىَ يحفظ فيها محاصيله الزراعية لاستخدامها فى فترات متعددة، فكان أن اهتدى إلى صناعة الأوانى الفخارية. كما أن الزراعة قد تطلبت من الإنسان أيضاً أن يستحدث صناعة أدوات تفيد حرفة الزراعة، وتعمل على زيادة الإنتاج.
كما أن حياة الاستقرار قد جعلت الإنسان يتعمق فى التفكير فى استخدام أعواد النباتات من حوله، فاستطاع أن يستخدم مشتقات النخيل من خوص وألياف فى صناعة كل من الحصير والسلال، وصنع الخيوط والحبال، وهو ما وجد بمنطقة الدراسة من بقايا تنتمى لتلك الصناعة، وهى محفوظة حالياً بالمتحف المصرى بالقاهرة.
وقد رجح علماء ما قبل التاريخ أن هناك مجموعة من التغيرات البشرية التى صاحبت العصر الحجرى الحديث واقترنت بإنتاج الطعام واستئناس الحيوان.
أما إذا ما انتقلنا إلى العصور التاريخية، فسنجد أن النشاط الحضارى قد ظهر فى موقع قريب من "العمرى"، وهو "عزبة الوالدة" التى كانت تقع أمام العاصمة الجديدة الناهضة "منف"؛ ومن ثم فقد أصبحت ذات أهمية بحكم موقعها فى ذلك الوقت.
ويرى "ألدوبنيتى" أن وجود عيون "حلوان" المائية هو الذى أتاح الفرصة لتكوين أول منطقة سكان مركزية، قامت "منف" أمامها فيما بعد، فكانت بمثابة مرجع ثابت يمكن الرجوع إليه لتحديد الحدود التى تفصل بين الشمال والجنوب.
حضارة العمرى (أ، ب)
اتسعت منطقة "حلوان" فى المرحلة النيوليتية لحضارتين بدائيتين لم يُتفق حتى الآن فى تعيين أقدمهما، ولا على مدى معاصرة إحداهما للأخرى، ولم يُتفق كذلك على توقيت عهد الحضارتين بالنسبة إلى بقية القرى المصرية النيوليتية.
واتجه الظن حتى الآن إلى اعتبار أن المنطقة الشرقية هى الأسبق، ولهذا يُرمز إليها عادة باسم حضارة (حلوان- أ) أو حضارة ( العُمَرى)، وأن المنطقة الغربية كانت لاحقه لها، ولذلك يُرمز إليها عادة باسم (حلوان - ب).
وحسب آخر التقديرات، فإن "حلوان العمرى" (النيوليتية) تمثل آخر مراحل العصر الحجرى الحديث بالنسبة للشمال، وتُعد بمثابة الرابطة بين حضارات الدلتا النيوليتية، وتلك التى تنتمى إلى العصر الحجرى النحاسى (ما قبل الأسرات) فى "المعادى".
ويُفترض انقضاء حوالى 150 عاماً بعد "مرمدة" الخامسة (الأخيرة)، وقبل ظهور ذلك المستوى الحضارى الخاص فى "العمرى حلوان". ويُرجح "على رضوان" أن "العمرى/ حلوان" النيوليتية كانت الخلفية الحضارية التى مهّدت لظهور حضارة "المعادى" المتميزة فى عصر ما قبل الأسرات، وبعد حوالى قرنين أو أكثر من الزمان.
وقد كان موقع "العمرى" فى بداية الأمر منطقة لتخزين الأطعمة، ثم استخدم لرفع الركام وكموئل. والأمر المشترك بينه وبين المواقع المجاورة فى "الفيوم" و"مرمدة بنى سلامة" هو أنها كانت جميعها تمارس اقتصاداً قائماً على الإنتاج.
ومنذ بداية شَغل المكان تكشف الحبوبُ المتفحمة عن وجود عدد كبير من القمح والشعير والبقول، كالفول والبسلَّة، وبذور الكتان؛ إلى جانب العديد من الأعشاب التى تنمو فى حقول الحبوب، إلا أن وقوع هذه الأخيرة مختلطةً لا يحمل على القول بأن هذا الموقع قد عرف زراعة على قدر كبير من التقدم. ومن المحتمل أن بعض عناصر المناجل التى عُثر عليها ربما كانت قد استخدمت أيضاً فى قطع السيقان من أجل صناعة الحصير والسلال.
وتذكر "بياتريكس ميدان رينيس" إمكانية إقامة روابط مع مناطق أكثر بعداً فى سيناء والبحر الأحمر، حيث أمكن جمع الأصداف والجالينا والظرَّان الرمادى الجميل؛ فقد أصبح الاتصال من الأمور الميسرة بفضل الحمار المستأنس الذى عُثر على بقايا عظامه لأول مرة فى مصر فى موقع "العمرى"
وإذا كان فى الإمكان مقارنة أبناء "العُمَرى" بمجموعات الوجه البحرى المجاورة من حيث البِنَى الأساسية، إلا أنهم يشكِّلون مع ذلك مجموعة أصيلة أقل تعقيداً وتشعباً من "مرمدة بنى سلامه"؛ فهم لا يملكون مثلها أوانى فخارية سوداء مصقولة، ولم يصلوا إلى مستواهم المعمارى ولا إنتاجهم الفنى، بل أنهم يكشفون عن مستوى ثقافى بسيط، وأسلوب حياة يتشابك ويترابط مع بيئتهم المصغرة.
وتوضح بعض الأدلة الأثرية التى كُشف عنها فى مقابر (حلوان العمرى) عن وجود نوع من التنظيم السياسى فى هذا المجتمع المبكر؛ إذ عُثر على جثة متوفى وبجوار يده صولجان يرمز للرئاسة، ويعبر ذلك عن حقيقة وجود رئيس، وهو ما يدل بالتالى على وجود حاكم ومحكومين فى إطار نظام سياسى ما، ومما قد يؤيد هذا الاتجاه وجود مقابر كبيرة الحجم، وأخرى صغيرة
أما حضارات العصر الحجرى النحاسى، فمنها:

1- البَـدَارى (فى محافظة أسيوط).
2- نَقَّـادة الأولى (فى محافظة قنا).
3- نَقَّـادة الثانيـة.
4- نَقَّـادة الثالثـة.
وسنلقى الضوء على حضارتى "البدارى" و"نقادة" كنموذجين لحضارات الصعيد فى هذه الفترة.

البَـدَارى
تنسب هذه الحضارة إلى قرية "البَدَارِى" الواقعة فى محافظة أسيوط. وتعتبر هذه الحضارة أكثر تطوراً من حضارة "مرمدة بنى سلامة"، على اعتبار أنها تنتمى للعصر النحاسى، وهو العصر الذى بدأ فيه الإنسان استخدام النحاس فى صنع أدواته.
وتكوّن حضارة "البدارى" العنصر الأول لعصر "ما قبل الإسرات" (Predynastic period)، بمعنى أنها كانت تختلف اختلافاً جذرياً عن ما سبقها من حضارات العصر الحجرى الحديث.
وقد صنع البداريون بعض المثاقب والدبابيس وحبات الخرز من النحاس، إضافةً إلى الأوانى الفخارية، ورؤس السهام.



وقد تميزت حضارة "البدارى" بوجه عام بالخصائص التالية:
1. تقدم صناعة الفخار بدرجة ملحوظة، حتى أنه يمكن اعتبار فخار "البدارى"من أرقى أنواع الفخار فى مصر القديمة، إذ تميزت جدرانه بالرقة، وزخرفتها ببعض الرسوم والرموز.
2. الاهتمام بأدوات الزينة، كالعقود والأساور، والخواتم، وأمشاط العاج، والتى لم تكن قاصرة على النساء فحسب، بل استعملها الرجال أيضاً.
3. ظهور الفن التشكيلى الذى يتمثل فى مجموعة من التماثيل المصنوعة من الطين والفخار والعاج.
4. إعداد المساكن التى تميزت بوجود بعض الأثاث بداخلها، كالأَسِِرَّة الخشبية غير المرتفعة، والوسائد المصنوعة من الجلد.
5. دفن الموتى فى قبور خارج المساكن، وكان المتوفى يوضع على لوح بسيط من الخشب، وكانت جوانب المقبرة تُكسَى بالحصير.
6. إيمان البداريين بعقائد دينية من نوع ما، ودليل ذلك هو العثور على بعض التمائم، بالإضافة إلى دفن بعض الحيوانات معهم، كالقطط والكلاب.

حضارة "نقَّّادة" الأولى
تنسب هذه الحضارة لبلدة "نقَّادة" (إحدى مدن محافظة قنا). وقد مرت بمراحل حضارية ثلاثة متمايزة، اصطلح العلماء على تسميتها (الأولى، والثانية، والثالثة).وقد وجدت آثار هذه الحضارة فى أكثر من موقع ابتداء من مصر الوسطى وحتى الجندل الأول، وهى ترتبط حضارياً بحضارة "العمرة" (جنوب شرق "العرَّابة المدفونة"، مركز البَلِّينا، محافظة سوهاج).
وكانت "نقادة" جبانة لواحدة من المدن المصرية الهامة، وهى مدينة "نوبت" (حالياً "طوخ"، مركز "نقادة")، والتى كانت مركزاً لعبادة المعبود "ست".
وتشتهر "نقادة" بفخارها الذى لعب دوراً بارزاً فى تاريخ حضارات ما قبل التاريخ فى مصر من خلال دراسات التوقيت المتتابع المعتمدة على طرز الفخار، والتى أعدها العالم الإنجليزى "ﭙترى".
وقد عرف أهل "نقادة" أنواعاً كثيرة من الفخار، منها الفخار ذو الحافة السوداء، والفخار ذو الزخارف البيضاء المتقاطعة، والفخار ذو الزخارف الحمراء.
وقد صور أهل "نقادة" على السطوح الخارجية والداخلية (أحياناً) لفخارهم الحيوانات الكائنة فى بيئتهم، ومناظر لراقصين وراقصات، ومناظرالصيد البرى والنهرى، كما سجلوا الكثير من العناصر الزخرفية الهندسية والنباتية.
وقد خطا سكان "نقادة" خطوات طيبة فى مجال صناعة التماثيل من الصلصال والفخار، كما شكَّلوا صلاياتهم على هيئة الحيوانات، ونحتوا من العاج تماثيل لرجال ونساء.
وقد عُثر فى جبانة "نقادة" على بعض الدبابيس، وأدوات أخرى صغيرة مصنوعة من النحاس.
أما عن مساكنهم، فقد كانت بسيطة تشيد من أغصان الأشجار التى تُكسى بالطين. أما مقابرهم، فقد كانت عبارة عن حفر بيضاوية قليلة العمق، وكان المتوفى يدفن فى وضع القرفصاء، ويُلف أحياناً بجلد الماعز.



حضارة "نقادة" الثانية
وهذهالحضارة كانت أوسع انتشاراً من الحضارة السابقة، وقد وجدت ملامحها فى مواقع أخرى فى الشمال (فى طَرخان، وجِرزة، وأبو صير المَلَق)؛ وفى الجنوب (فى بلاد النوبة: فى وادى السبوع، وعَمَدا، وعُنيبة).
وتميزت حضارة "نقادة" الثانية بأنها قد أرست قواعد الحضارة الزراعية، وبأنها خطت خطوات واسعة فى الصناعات الحجرية والمعدنية، وتوسعت فى استخدام النحاس فى صناعة الأدوات.
كما تميزت هذه الحضارة أيضاً بتقدم صناعة الفخار، وتنوع العناصر الزخرفية والموضوعات التى كانت تُسجل على سطوحها، والتى تعبر عما يشغل النقَّاديين فى حياتهم اليومية، كحرف الصيد والزراعة، وغيرذلك.
وقد نجح سكان "نقادة" فى تصوير المراكب بشكل دقيق نسبياً على سطوح فخارهم، وتقدموا إلى حد كبير فى صناعة الأسلحة من حجر الظران، كالسكاكين ورءوس السهام، وغيرها.
كما ازدهرت صناعة الصلايات التى كانت تستخدم لصحن الكحل، وكذلك أدوات الزينة، والحلى المصنوعة من العاج.
وقد تطورت المساكن قياساً بمساكن أهل "نقادة" الأولى، إذ كانت مستطيلة، وتبنى من الطوب اللبن.
أما عن المقابر، فقد بدت هى الأخرى أكثر تطوراً عن ذى قبل، حيث جرى تحديد جوانب الحفرة وتقويتها بكسوتها بالطمى أو بالبوص والحصير. ولم يقتصر الأمر فى بعض المقابر على حجرة الدفن، وإنما ألحقت فى بعض الأحيان حجرة صغيرة كانت مخصصة لحفظ الأوانى والأثاث الجنزى.
وقد رأى بعض الباحثين فى السنوات الأخيرة أن بعض المواقع التى عُثر فيها على آثار إنسان ما قبل التاريخ -تمثِّل مرحلةً أكثر تقدماً من "نقادة الثانية"، والتى اعتبروها بمثابة المرحلة الحضارية الثالثة بالنسبة لنقادة. ومن هذه المواقع: "منشأة أبو عمر"(مركز "فاقوس"، محافظة الشرقية)؛و"كفر حسن داود"(مركز القصَّاصين، محافظة الإسماعيلية)؛و"تل الفرخة" بالقرب من (السِّنبلاَّوين، محافظة الدقهلية)؛و"الهَمَّامية" بالقرب من "البدارى"؛و"سَماينة"(قرب نجع حمادى)؛و"المحاسنة"، و"الحَرجة" على بعد 20 كم من "جِِرزَة"، والتى كشف عنها "إنجلباخ" عام 1912 م، و"أبو صير المَلَق"، وتقع بين "الحَرجة" و"جِرزة"، وكشف عنها "شارف" عام 1914م، وغيرها.






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://amor.forumarabia.com
 
عصور ما قبل التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عصور ما قبل التاريخ في مصر 1
» اول عملية تجسس فى التاريخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
العمورى :: مؤلفات محمود عطى :: علم المصريات-
انتقل الى: